نقطة وحيدة في اليوم الثاني.. صخب واتهامات وخروج عن السيطرة

في حدود السادسة مساء، رفع رئيس المحكمة الجلسة الثانية من محاكمة الرئيس السابق ورفاقه، إلى يوم الاثنين القادم، وقف الجمهور المتواجد في القاعة ووقف على الكراسي، لتحية المتهمين الواقفين في القفص الحديدي..

يصيحون ..عزيز ..عزيز ..عزيز

ظهر أن أغلبية الجمهور الحاضر، مناصر للمتهمين وعلى رأسهم ولد عبد العزيز، بذلت الشرطة جهدا كبيرا لإخراج الجمهور، الذي أراد بعضه تحية المتهمين والسلام عليهم، وعلى رأسهم الوزير السابق سيدنا عالي محمد خونه وأفيل ولد اللهاه وأسماء عبد العزيز.

الدفاع يطلب الحرية للمتهمين

بدأ فريق الدفاع جلسة اليوم بمطالبة المحكمة العدول عن سجن المتهمين، معتبرا أن قرار الإيداع لم يكن صحيحا أصلا ولا يحترم مواد القانون التي تنص على أن أمر التبليغ يكون في نفس اليوم الذي يتم استجواب المتهم فيه ويبلغ به، وهذا لم يحصل يقول المحامي أباه امبارك عضو دفاع الرئيس السابق.

واستعرض فريق الدفاع تقارير الأطباء عن حالة موكلهم محمد ولد عبد العزيز والتي أوصوا فيها بوضعه في مكان لا يسبب القلق والضغط النفسي، معتبرين أن مكان احتجازه الآن يمكن أن يودي بحياته، في ظل السجن الانفرادي وحراسة شرطة مكافحة الإرهاب.

استمرت مداخلات الدفاع ساعات وانصبت في نفس الاتجاه حتى أن بعضهم، كان يقوم بإعادة زملائه الذين سبقوه، جعل ذلك بعض الجمهور يتذمر من الاستمرار في نفس الحديث.

محام استعراضي

مداخلات المحامي المختار ولد اعلي، تجعل الجمهور ينتبه قليلا، كلما استبد به التعب وصبر التكرار، وخشخشة مكبرات الصوت داخل القاعة.

يتميز المختار بأسلوبه المختلف عن زملائه، فرغم أنه من بين أكبر الموجودين سنا، إلا أنه يرفعه صوته بوجود مكبر صوت أو بدونه، إضافة إلى الطريقة الملفتة لحركات يديه، وعلاوة عن ذلك فهو يستخدم عبارات عربية وفرنسية وحسانية، تتخللها تعليقات طريفة تضحك الجمهور في الغالب.

خلال نقاش رفاقه لطلب الحرية لموكليهم، صاح من أقصى يمين الصف الثاني على كرسي منفرد وضع له خصيصا ” السيد الرئيس حد عدل شي متعدل ما يرجع عنو”

ثم أردف “لا تعودو لمعيز يجيبو ياسر من اللبن، والين ينطرح يجو أولادهم ويردحو فيه”

معتبرا أن رأي النيابة وفريق الدفاع المدني نوع من “اتهنتيت” واختتم “السيد الرئيس واتهنتيت المجتمع نابذو”

يجب أن يمثل موكلنا حرا، هذا هو القانون “وذاك لوخر كثرة الخبر” ثم جلس

ولد الشدو يهاجم

وصف رئيس فريق الدفاع الرئيس السابق محمدو ولد الشدو، الذي يناديه رئيس المحكمة بالعميد، وصف المحاكمة بأنها محاكمة لاستهداف موكلهم سياسيا واجتماعيا ربما ..

ثم قال إنه يتم استخدام المخبارات وجماعة مصادري المطلعة والجمعيات الصفراء في استهداف الرئيس السابق.

وبشكل مفاجئ طالب ولد الشدو من رئيس المحكمة أن يقدم لهم، ما يثبت أن هؤلاء المحامين تم بالفعل انتدابهم للدفاع عن الطرف المدني، الشيء الذي أغضبهم فاحتجوا عليه.

لكن رئيس المحكمة أكد له أنهم قدموه في بداية الجلسة الأولى، خاطبه “لكنك ربما نسيت ذلك..لكن ولد أشدو أصر على استلام التوكيل، ولم يعترض الرئيس على ذلك.

زاد العميد من حدة خطابه تجاه الطرف الآخر، معتبرا أن نقيب المحامين لم يفصل بين الهيئة وعمله، واعتبر أن هذه الوضعية سيئة ولا تليق بالقضاء والمحاماة.

تدخل نقيب المحامين إبراهيم ولد أبتي بعد ذلك وطالب باحترام الهيئة وقال إنها للجميع ولا يجب إدخالها في الصراعات بغض النظر عن الزبون سواء كان الدولة أو المتهمين.

ثم اتهم ولد الشدو النيابة بأنها تدخلهم في متاهات لا حدود لها، لكن النيابة ردت عليه سريعا، أنتم من تدخلون أنفسكم في متاهات لا دخل لنا في هذا الموضوع.

تعدد المشادات

تخللت جلسة اليوم عدة مشادات بين الفريقين، وكانت أسبابها مختلفة، المرة الأولى التي حدثت فيها، كانت عندما طالب الطرف المدني التعليق على نقطة طلب الحرية للمتهمين، وهو ما رفضه فريق الدفاع، ليترفع صوت الجميع أمام رئيس المحكمة ولم يبقى جالس من المحامين غير القليل، حتى حجبوا وجه رئيس المحكمة عن الجمهور بينما كان يطالب بالهدوء..

يطرق الرئيس مطرقته ويرفع صوته وسط الصخب ويقول للدفاع، أنتم لا تقبلون أنا من أقبل أو أرفض ..

أكعد ..أكعد ,..أرجع لبلك يخطاب أحد أفراد الدفاع الذي كان على سلم قصير عند المنصة..

أكتب … اعتبارا أن المحكمة سألت الدفاع حول ..اسكت .. مكانك ..لا تقاطعني..هذه فوضى

ثم حدث صمت في القاعة مفاجئ..

…حول ما أثاروا من شرعية أوامر الإيداع الصادرة في حق المتهمين ونظرا لان دفاع الطرف المدني أبدى رغبته للمحكمة في الكلام، حول النقطة المثارة، فإن المحكمة تسمح لهم بأن يبدوا ملاحظاتهم…

أول المتحدثين كان لو غورمو ” السيد الرئيس اسمح لي أن أتحدث بالفرنسية، فأنا لا أتقن العربية” فضيلي ولد الرايس يقترب منه ويضع يده على كتفه ويبدأ ترجمة مداخلته.

أشار ولد عبد العزيز من خلف القضبان وجمع سبابتيه وكأنه أراد أن يقول لمحاميه أن ولد الرايس كان صديقه..

كان الهدوء سيد الموقف، قبل أن تبدأ الضجة من جديد، فقد ترجم ولد الرايس حديث زميله ” يجب أن يسجن من سرقوا أموال الشعب”

انتفض فريق الدفاع مرة واحدة، وصاحوا في وجهه صيحة رجل واحد، بينما اتخذ ولد عبد العزيز وضعية مختلفة فلا هو وقف ولا هو بقي جالسا كما كان ..ظهر عليه الغضب فهذه هي المرة الأولى يسمع فيها كلاما مثل هذا داخل القاعة.

هنا أمر رئيس المحكمة أمن القاعة بإرجاع المحامين إلى أماكنهم فطوقوا القاعة من الأمام، وكان عددهم اليوم أكثر من الجلسة السابقة، وبعد لحظات من التجاذب عادوا لمقاعدهم وطالبوا بسحب الشرطة وهو ما حصل..

رفع رئيس المحكمة إلى يوم الاثنين لمتابعة المداخلات … كان الميكرفون عند المحامي المختار فقال على طريقته ” اكبيل تعطيني لكلام، كنت لاه ننفيه من الخريطة وكان يقصد نقيب المحامين ولد أبتي…

فهل ستبدأ الجلسة الثالثة ساخنة كما انتهت الجلسة الثانية؟

السالك زيد – #تقصي

Related posts

من علب آدرس إلى أسدود: قصة الصحفي الموريتاني الوحيد في قافلة الصمود

مؤتمر الاستخبارات الإفريقية في بنغازي، ماهي رمزية الحدث وتحديات الواقع الليبي؟

اختتام أجتماعات خبراء سيسا تمهيدا لمؤتمر رؤساء الاستخبارات الافريقية في بنغازي